ABDALLAH مـديـر المنتدى
عدد المساهمات : 375 النقاط : 842 السٌّمعَة : 22 تاريخ التسجيل Join Date : 02/08/2010
| موضوع: أركان الإيمان الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:10 am | |
| أركان الإيمان
مفهوم الإيمان: الإيمان اعتقاد وقول وعمل. فهو اعتقاد القلب في الله ورسوله وكل ما جاء به الشرع اعتقادا جازما لا يرد عليه شك، ولا ريبة ثم اتباع ذلك الاعتقاد بعمل الجوارح حتى يطابق الظاهر الباطن.
قال الله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) وهذا الاعتقاد الجازم لابد أن يكون في أمر مغيب عن الناس ، فالإيمان بهذا الغيب هو الذي يتفاضل فيه الناس ويتفاوتون ولذلك يحسن أن نعرف ما هو الغيب ثم ننطلق من ذلك إلى بيان أركان الإيمان.
مفهوم الغيب في الإسلام: الغيب في الإسلام هو: كل ما غاب عن حس الإنسان سواء بقى سرا مكتوما يعجز الإنسان عن إدراكه بحيث لا يعلمه إلا اللطيف الخبير ، أو كان مما يعلمه الإنسان بالخبر اليقين عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد يعلم الإنسان بعض الغيب بتحليله الفكري أو نحو ذلك من الوسائل ، (وذلك في بعض ما يمكن الوصول إليه بالوسائل المساعدة على توسيع مدى الحواس مثل المناظير وغيرها من الأجهزة وهذا مما يدخل في الغيب النسبي كما سنرى).
أهمية الإيمان بالغيب: إن الإيمان بالغيب من الخصائص المميزة للإنسان عن غيره من الكائنات. ذلك أن الحيوان يشترك مع الإنسان في إدراك المحسوس، أما الغيب فإن الإنسان وحده المؤهل للإيمان به بخلاف الحيوان. لذا كان الإيمان بالغيب ركيزة أساسية من ركائز الإيمان في الديانات السماوية كلها. فقد جاءت الشرائع بكثير من الأمور الغيبية التي لا سبيل للإنسان إلى العلم بها إلا بطريق الوحي الثابت في الكتاب والسنة كالحديث عن الله تعالى وصفاته وأفعاله وعن السماوات السبع وما فيهن وعن الملائكة والنبيين والجنة والنار والشياطين والجن وغير ذلك من الحقائق الإيمانية الغيبية التي لا سبيل لإدراكها والعلم بها إلا بالخبر الصادق عن الله ورسوله.
أقسام الغيب: 1-الغيب المطلق: وهو الذي ليس للإنسان سبيل إلى العلم به عبر وسائل إدراكه أو حواسه وهو نوعان:
النوع الأول: ما أعلم الله تعالى الناس به أو ببعضه عن طريق الوحي إلى الرسل الذين يبلغونه إلى الناس ومن أمثله ذلك الشياطين والجن وما جاء من أخبارهم نحو قوله تعالى: (قل أوحى إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فآمنا به ، ولن نشرك بربنا أحداً).
النوع الثاني: ما أستأثر الله تعالى بعلمه فلم يطلع عليه أحد من خلقه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب وذلك هو المقصود بقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) ومن أمثلته العلم بوقت قيام الساعة، والموت من حيث زمانه ومكانه وسببه، وبعض ما سمى الله تعالى به نفسه ، قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) وقال صلى الله عليه وسلم في بعض دعائه: (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك)
2-الغيب المقيد النسبي: وهو ما كان غائبا عن البعض مثل الحوادث التاريخية. فإنها غيب بالنسبة لمن لم يعلم بها ، لذلك قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر قصة آل عمران: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون)
3-الغيب المقيد غير النسبي: وهو كل ما غاب عن الحس بسبب بعد الزمان (المستقبل) أو المكان أو غير ذلك حتى ينكشف ذلك الحجاب الزماني أو المكاني كما في قوله تعالى: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في هذا العذاب المهين) وذلك في موت سيدنا سليمان عليه السلام. ومن الأمثلة على الأمور الغيبية:
1)الروح: قال الله تعالى: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) 2)علامات الساعة الصغرى والكبرى: التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: (وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان) وهذه من الأمور الغيبية التي أخبر عنها صلى الله عليه وسلم ووقعت ، ومن العلامات الكبرى حديث المسيح الدجال وأنه سوف يخرج في آخر الزمان ، وحديث الدابة وأنها ستخرج في أخر الزمان.
أركان الإيمان: وهذه الأركان هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها البناء الإيماني، وكلها تتعلق بأمور يعتقدها المؤمن اعتقادا جازما بناء على ما ورده من خبر صادق بخصوصها ، كما أن هذه الأركان متفق عليها بين جميع الأديان المنزلة من عند الله تعالى ، حيث دعى كل رسول قومه للإيمان بها كما قال الله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)
ولا يصح إيمان المسلم إلا باعتقاده الجازم لجميع هذه الأركان اعتقادا صحيحا بعيدا عن الشك ، وهذه الأركان هي:
1. الإيمان بالله عزوجل 2. الإيمان بالملائكة المقصود من الإيمان بالملائكة هو الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله القيام بها.
3. الإيمان بالرسل هو الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله وأنبيائه, والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلا سواهم, وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى.
لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة وعشرون من الأنبياء والرسل وهم: آدم، نوح، ادريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، اسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. فهؤلاء الرسل والأنبياء يجب الإيمان برسالتهم ونبوتهم.
الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان ، فلا يصح إيمان العبد إلا بها لشرعية متواترة على . والأدلة تأكيد ذلك، فقد أمر سبحانه بالإيمان بهم، وقرن ذلك بالإيمان به فقال: { فآمنوا بالله ورسله } (النساء: 171) وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان كما في حديث جبريل: ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله .. ) رواه مسلم ، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، فقال:{ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } (النساء:136)، ففي هذه الآيات دليل على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل، وقبل بسط الكلام في ذلك، يجدر بنا ذكر تعريف كل من الرسول والنبي، وتوضيح الفرق بينهما . الرسول هو الذي انزل عليه كتاب وشرع مستقل ومعجزة تثبت نبوته وأمره الله بدعوة قومه لعبادة الله . أما النبي هو الذي لم ينزل عليه كتاب إنما أوحي إليه أن يدعو قومه لشريعة رسول قبله مثل أنبياء بني إسرائيل كانوا يدعون لشريعة موسى وما في التوراة وعلى ذلك يكون كل رسول نبي وليس كل نبي رسول . كما يجب على المؤمن الإيمان بهم جميعا فمن كفر بواحد منهم أصبح كافرا بالجميع وذلك لأنهم جميعا يدعون إلى شريعة واحدة وهي عبادة الله.
4. الإيمان بالكتب السماوية ومعنى هذا أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله. ومن هذه الكتب ما سماه الله تعالى في القرآن الكريم, ومنها ما لم يسم، ونذكر فيما يلي الكتب التي سماها الله عز وجل في كتابه العزيز: التوراة، الإنجيل، الزبور، صحف إبراهيم، القرآن.
5. الإيمان باليوم الآخر ومعناه الإيمان بكل ما أخبرنا به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه, والبعث والحشر والصحف والحساب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار، وما أعد الله لأهلهما جميعا.
6. الإيمان بالقدر خيره وشره أن خالق الخير والشر هو الله تعالى فكل ما في الوجود من خير وشر فهو بتقدير الله تعالى.
فأن أعمال العباد من خير هي بتقدير الله تعالى ومحبته ورضاه, أما أعمال العباد من شر فهي كذلك بتقدير الله ولكن ليست بمحبته ولا برضاه، فالله هو خالق كل شيء خيره وشره, وقول القرآن في سورة الفلق { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق }, وما يؤكد ذلك حديث جبريل في الإيمان قال { الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقَدَر خيره وشره }، رواه مسلم.
| |
|